arrow-circle arrow-down-basicarrow-down arrow-left-small arrow-left arrow-right-small arrow-right arrow-up arrow closefacebooklinkedinsearch twittervideo-icon

دليل حول الاستجابة التي تقودها المدن

آخر تحديث:
١٠/١٠/٢٠٢٤
تاريخ النشر:
٢٨/٠٣/٢٠٢٤

الفصل الخامس: الدعم المقدم بعد الحادث

قُمْ باستخدام زَخْم التضامن الاجتماعيmomentum of social solidarity في الأيام الأولى لوضع الأسس للدعم المهني الذي قد يحتاجه الناجون في المستقبل. ستتغير احتياجات الناجين مع مرور الوقت ويجب الاعتراف بها ومراقبتها باستمرار من خلال آليات مثل الاجتماعات العامة التي تعقد سنوياً والدعوات المفتوحة التي يترأسها رئيس البلدية (العمدة)، ومجموعات الدعم المهني ومجموعات العمل. وهذا يوفر فرصًا مستمرة لرؤساء البلديات (العُمَد)  للقيادة المباشرة ويسمح بالشعور بالمسؤولية المشتركة، وتطوير الحلول التي يقودها المجتمع المحلي، وإتاحة الفرصة لاستكشاف المشاكل وإيجاد الحلول المناسبة وإعادة تعريف المجتمع بالموارد القائمة، والاستراتيجيات المتعلقة بكيفية سد الثغرات على أفضل وجه.


الوصول إلى المعلومات

يُعَد ضمان الدعم المستمر بعد الحادث وتوفير المعلومات المتسقة والمتاحة لجميع المتضررين أمرًا حاسمًا. ومن الممارسات الجيدة للحكومات المحلية إنشاء مكتب مركزي منفرد (يطلق عليه البعض “النافذة الشاملة” أو مركز المعلومات المركزي، أو مركز تقديم المساعدة) لتسهيل الوصول إلى المعلومات والى الدعم قدر الإمكان للناجين وللمجتمعات المحلية وللعاملين في الخطوط الأمامية (مثل المسؤولون عن فرض القانون وموظفو الرعاية الصحية والتعليم والأمن واخصائيو الإغاثة). يجب على الحكومات المحلية أيضًا، حيثما أمكن ذلك، الاستفادة من دعم منظمات المجتمع المدني العاملة في المدينة او المنطقة لزيادة حجم الدعم المتاح على اساس الاحتياجات وعلى المدى الطويل. ويمكن أن يشمل ذلك، من بين عدة أمور أخرى، الإحالات الى خدمات الدعم مثل الاستشارة لمواجهة الحزن والفاجعة ودعم الصحة النفسية والعقلية، مثل خطوط الدعم الخصوصية وخدمات المحادثة والحوار المباشِر وعيادات العلاج المحلية.

من الضروري التأكد أن جميع المجتمعات المحلية على دراية بالدعم المتاح. يجب أيضًا إجراء التوعية والتنسيق حول الصناديق الخيرية، وخدمات الرعاية الحكومية والدعم الاجتماعي للقائمين بالرعاية، والأشخاص ذوي الإعاقة، والفئات الهشة و الضعيفة، بما في ذلك الأطفال، والشباب، والأقليات، واللاجئين، وطالبي اللجوء، والرعايا الأجانب.

ومن أجل ذلك، يُنصَح أيضًا بتوفير منصة رقمية او موقع على الإنترنت (متعدد اللغات ويسهل الوصول اليه) يتم الاعلان عنه والترويج له على نطاق واسع لجميع المجتمعات المحلية (بما في ذلك المجتمعات في المناطق النائية أو تلك التي يصعب الوصول إليها). يمكن أيضًا الاستفادة من هذه المنصة في الحفاظ على حوار مستمر بين الدوائر الحكومية ذات الصلة في المدينة، وأجهزة فرض القانون، والمتضررين، بما في ذلك، ضمن جملة أمور اخرى، تحديثات منتظمة حول التحقيقات، وتفاصيل خطط وبرامج التعويض، والارتباطات بالموارد والدعم على المستويات المحلية والحكومية والوطنية، مع ملاحظة أن التواصل المنتظم الطويل الأمد مع الناجين يمكن أن يدعمهم في تحقيق تعافيهم.


الوصول إلى العدالة

إن رؤية العدالة تتحقق أمر مهم بالنسبة للأشخاص المتضررين ويؤثر في تصالحهم مع ما حدث. على الرغم من أن التحقيق والمحاكمة والحكم على الجاني(الجناة) لا يعوض عن الأذى والضرر الذي لحق بهؤلاء الاشخاص، إلا أنه يمكنه أن يقدم للناجين درجة من التقدير والتكريم. يمكن أيضًا أن تسلط المحاكمة الضوء على المعلومات والسياق اللازمين لفهم كامل للأحداث التي أدت الى الهجوم وأثناءه وبعده، والذي يمكن أن يسهل عملية وضع نهاية لتلك المرحلة لبعض الناجين وأسرهم.

الوصول إلى العدالة هو حق أساسي من حقوق الإنسان ومبدأ من مبادئ سيادة القانون. ويشمل ذلك، من بين جملة امور اخرى، الحق في محاكمة عادلة والحق في تحقيق إنصاف فعّالthe right to a fair trial and the right to  an effective remedy وبينما يتم توفير سبل كافية للأشخاص لممارسة هذه الحقوق من خلال النظام القضائي الذي غالبًا ما يكون ضمن سلطة وصلاحيات حكومة الدولة والحكومات الوطنية (أي ليس ضمن اختصاص رئيس البلدية (العمدة) أو الحكومة المحلية)، الا انه يمكن للمسؤولين المحليين تقديم الدعم للمواطنين من خلال الترويج والدعوة على مستوى الولاية والمستوى الوطني حيثما دعت الحاجة.


النصب التذكارية

في أعقاب حادثةٍ أو هجوم ما حيث يكون هناك ضحايا وناجون، من المعتاد أن تظهر النصب التذكارية العفوية وتصبح نقطة تجمع للراغبين في التعبير عن الحزن وإحياء ذكرى اولئك المفقودين. ومع مرور الوقت، قد تفكر الحكومات المحلية في إقامة نصب تذكاري دائم، مع إن القرارات المتخذة للقيام بذلك ستتشكل على النحو المناسب وتسترشد بالمعايير الثقافية.

عندما تقرر الحكومة المحلية بناء او إنشاء نصب تذكاري دائم، فمن الممارسات الجيدة أن تسعى لمشاركة الناجين والعوائل والمجتمعات المحلية في هذه العملية الإبداعية، لضمان أن القرارات المتعلقة بإحياء الذكرى ستكون شمولية وتحترم جميع المجتمعات المتضررة، بدلاً من أن تكون شيئًا يمكن أن يفصل أو يقسم المجتمعات المحلية. ويمكن أيضًا للنصب التذكارية أن تُشكِّل، على نحو مقصود أو غير مقصود، سرداً لبعض التفاصيل الخاصة بالهجوم، والاستجابة، وكيفية تعافي المدينة وإعادة بنائها. ويمكن أيضًا أن تؤدي وظيفة وقائية، كتذكير للأجيال القادمة بتأثير العنف، حيث تقوم العديد من المدن بإشراك المدارس في الأنشطة والزيارات التذكارية لضمان التعلم والمعرفة المستقبلية.

موقع النصب التذكاري في أوتويا في مرسى أوتويا

تم افتتاح موقع النصب التذكاري في أوتويا Utøya Memorial Site at Utøyakaia في مرسى أوتويا في حزيران / يونيو 2022 من قبل رئيس الوزراء النرويجي جوناس غار ستور. تم تصميم النصب التذكاري لإحياء ذكرى كل واحد من ضحايا الهجوم الإرهابي في تموز/ يوليو 2011 والبالغ عددهم 77 شخصاً، ويتميز النصب بـ 77 عموداً برونزياً كبيراً يشكلون علامة استفهام منحنية، عمود واحد لكل ضحية. في قاعدة الدرج يوجد 77 عموداً برونزياً ضيقاً، مع أول قوس منحني موجه نحو موقع الشمس في السماء في الوقت الذي انفجرت فيه القنبلة في أوسلو. والقوس الثاني موجه نحو موقع الشمس في السماء في الوقت الذي حدث فيه الهجوم على أوتويا.

كانت عملية تصميم وبناء النصب التذكاري طويلة ومعقدة، مع التخلي عن الموقع الأول المقترح بعد معارضة شديدة من قِبَل السكان المحليين. كما تعرض الموقع الثاني الذي تم اختياره أيضًا لطعن قانوني من قبل السكان المحليين لشعورهم بالقلق من إرباك السيَاح للموقع الذي يعتبر ريفياً وهادئًا، وكذلك من قِبَل آخرين (بمن فيهم بعض الذين شاركوا في جهود الإنقاذ بعد الهجوم) الذين لشعورهم بالقلق من أن النصب التذكاري قد يطيل فترة آلامهم ومعاناتهم. وفي شباط/ فبراير 2021، قضت المحكمة النرويجية لصالح بناء النصب التذكاري.

تحويل جزيرة أوتويا

لقد تم تحويل جزيرة أوتويا، الموقع الذي فقد فيه العديد حياتهم، وكان معظمهم كان من الشباب، في الهجوم ذاته الذي وقع في عام 2011، إلى مساحة تحكي قصة ذلك اليوم، وتحيي ذكرى أولئك الذين فُقِدوا، و- الأهم من ذلك – كمركز للتعلم، حيث يمكن للشباب المشاركة في مواضيع حول الديمقراطية والتماسك الاجتماعي وقدرة المجتمع على الصمود. قام المهندسون المعماريون والقيّمون على الجزيرة بإجراء مشاورات واسعة ومكثفة مع الناجين والعوائل والمجتمعات المحلية، بالإضافة إلى تشكيل لجنة من المستشارينa panel of advisers من المتحف التذكاري لأحداث 11 أيلول/ سبتمبرSeptember 11 Memorial Museum في نيويورك والنصب التذكاري للبنتاغون   Pentagon Memorial لتقديم المشورة على أساس العمليات ذات الصلة بكل منها.

وفي حين أراد العديد من الناجين هدم مقهى الجزيرة، حيث تم قتل العديد من الشباب فيه، أراد الآباء المكلومون الإبقاء عليه. وقد عكس المهندسون تلك الاحتياجات المختلفة من خلال مفهوم “هيغنهوست” (الذي يعني “البيت المحمي”، الذي يحمي كل من المبنى والقيم والمثل الديمقراطية التي يجسدها). فهناك جناح يحجب رؤية المقهى لأولئك الذين لا يرغبون ان يتم تذكيرهم بالمحنة؛ وداخل المقهى، لأولئك الذين يرغبون في معرفة المزيد، وتتجلى القصة من خلال جدول زمني مرئي. هناك أيضًا نصب تذكاري على الجزيرة: عبارة عن حلقة فولاذية كبيرة، معلقة بالأشجار ومتدلية بوضوح في منطقة تطل على المياه التي تلامس شواطئ الجزيرة. ومحفور على تلك الحلقة أسماء جميع الضحايا لذلك الهجوم.

استعادة خط النهاية

تم بناء النصب التذكاري memorial لإحياء ذكرى حادث تفجير ماراثون بوسطن في موقعين متميزين بالقرب من خط النهاية للماراثون، والتي يفصل بينهما مربع سكني، مما يشير الى المواقع التي تم فيها تفجير قنبلتي وعائَي الطهي بضغط الهواء في عام 2013. كل واحد من النصب يتميز بأعمدة من الجرانيت محاطة بأبراج ذات قمم مستدقة من البرونز والزجاج المصبوب لتغمر المواقع بالضوء الأبيض الدافئ. وتُزهِر أشجار الكرز خلال شهر نيسان/ أبريل من كل عام في الذكرى السنوية للحادث، وتم وضع قطعتين متواضعتين من الطوب البرونزي على الرصيف لتكريم رجال الشرطة الذين قُتِلوا إثر التفجير. حول قاعدة الدعامتين هناك نقش محفورا في البرونز يقول: “دعونا نتسلّق، الآن، طريقاً إلى الأمل”.

من النصب التذكارية العفوية إلى غابة سواني

في أعقاب هجمات بروكسل (بلجيكا) في عام 2016، أقام المجتمع المحلي العديد من النُصب التذكارية العفوية. ثم تم بعد ذلك بناء نُصب تذكارية دائمة، بما في ذلك شعلة الأمل، وهي منحوتة تذكارية في ساحة بلدية مولينبكMolenbeek’s Municipal Square,، ولوحة تذكارية في قاعة المغادرة في مطار بروكسل، وحديقة تذكارية، مع لوح تذكاري يُدرِجْ أسماء الضحايا الذين لقوا حتفهم في المطار. وفي غابة خارج بروكسل، تمت زراعة ثلاثة وثلاثون شجرة من اشجار البيتولا Thirty-two birch trees، شجرة لكل ضحية، حيث تمثل الأشجار أشخاصا يقفون في دائرة متشابكي الأيدي، يحيطون بدائرة حجرية، محاطة بالماء.

فسحة من الضوء

يقوم النصب التذكاري فسحة من الضوءGlade of Light بإحياء ذكرى ضحايا تفجير قاعة مانشستر أرينا (المملكة المتحدة) وتكريمهم. وهو عبارة عن حلقة من الرخام الأبيض تحمل أسماء الذين لقوا حتفهم في الحادث، وفي عام 2022، قام أقارب الضحايا بصنع كبسولات ذاكرة تحتوي على تذكارات من الضحايا وتم تضمينها في النصب التذكاري. يتضمن النصب التذكاري نباتات محلية ستوفر الالوان على مدار السنة، وشجرة في وسط النصب تم اختيارها لتُزهِر في شهر ايار/ مايو من كل عام في الذكرى السنوية للهجوم.

استعادة ذكرى يوم الحادث

قام مجلس مدينة هايلاند باركHighland Park City Council  (إلينوي، الولايات المتحدة) بتكريم الذكرى السنوية الأولى للهجوم على استعراضٍ للاحتفال بعيد الاستقلال في عام 2022 بتسميته بـ “يوم للشَفاء”. بدأت مراسم التكريم بحفل تذكاري، تلى ذلك مسيرة على خط مسار الاستعراض، وانتهت بعرض للطائرات بدون طيار بدلاً من الألعاب النارية (لان الاخيرة قد تحفز أو تثير الصدمة). وقالت رئيسة البلدية (العمدة) نانسي روترينغ: ” كان من المهم بالنسبة لنا أن نقول أن الشر لا ينتصر، وهذا هو خط مسار استعراضنا، وهذا هو مجتمعنا الذي نستعيده”. قادت رئيسة البلدية (العمدة) روترينغ عملية استشارية متعددة اللغات مع العوائل المكلومين والناجين قبل وضع اللمسات الاخيرة للخطط النهائية لإقامة نصب تذكاري دائم. تعمل حديقة الورود بمثابة نصب تذكاري مؤقت للمجتمع المحلي.

١ ٢ ٣ ٤ ٥ ٦ ٧ ٨

تمت ترجمة محتوى هذا الموقع تلقائيًا باستخدام WPML . للإبلاغ عن الأخطاء ، أرسل لنا بريدًا إلكترونيًا .