arrow-circle arrow-down-basicarrow-down arrow-left-small arrow-left arrow-right-small arrow-right arrow-up arrow closefacebooklinkedinsearch twittervideo-icon

دليل حول الاستجابة التي تقودها المدن

آخر تحديث:
١٠/١٠/٢٠٢٤
تاريخ النشر:
٢٨/٠٣/٢٠٢٤

الفصل 1: قيادة رؤساء البلديات (العُمَد) في الاستجابة

عند اندلاع أزمة ما، يتطلع المواطنون إلى قادتهم المنتخبين والمؤسسات الحكومية للحصول على التوجيه والإرشاد. ويتمتع رؤساء البلديات (العُمَد) والقادة على المستوى دون الوطني والمسؤولون الآخرون بموقع ومكانة فريدة لتوجيه وتشكيل الاستجابة المحلية. ففي حال وقوع هجوم بدافع الكراهية أو التطرف العنيف، سيتم الطلب من رؤساء البلديات (العُمَد)، او يُتوَقّع منهم، أن يقودوا استجابة مدينتهم لإدارة التداعيات الفورية والمباشرة، مع التخطيط أيضًا للاستجابات المتوسطة والطويلة الأمد لتأمين مدينتهم، ودعم سكانهم، وضمان إعادة بناء مدينة أقوى وأكثر قدرة على الصمود. لِذا على رؤساء البلديات (العُمَد)، التشاور دوماً مع كبار المسؤولين في الحكومة المحلية، واتخاذ قرارات سريعة في ظل درجة كبيرة من الضغط وعدم اليقين. ويمكن أن تؤدي أي أخطاء كبيرة إلى تقويض ثقة الوكالات المتعددة أو ثقة المواطنين، أو عرقلة جهود التعافي المستقبلية.

يركز هذا الفصل على النقاط الرئيسية التي يجب على القادة المحليين مراعاتها أثناء تخطيطهم لاستجابة حساسة ومتناسبة خلال تلك الأيام والأسابيع الأولى. وقبل كل شيء، يجب أن يهدفوا إلى تعزيز الثقة وبناء وحدة الصَّف بين المجتمعات المحلية والسكان المحليين وبين السلطات المحلية. وهذا  من شأنه ان يُمهِّد الطريق للجهود اللاحقة.


أدوار رؤساء البلديات (العُمَد)

يلعب رئيس البلدية (العُمَدة) دورًا حيويًا في الاستجابة للأزمات سواء كانت فورية أو طويلة الأمد، خاصة فيما يتعلق بالاتصالات والتنسيق والدعم المقدم للناجين والعوائل والعاملين الميدانيين / في الخطوط الاولى. يجب أن يلعب رؤساء البلديات (العُمَد) دورًا فعّالاً بغض النظر عما إذا كان لديهم تفويض صريح للاستجابة بعد الهجوم ام لا، وعليهم أن يبحثوا عن هذا الدور بشكل استباقي.

غالبًا ما تحدد الحكومات الوطنية استجابة ما بعد الأزمة، على الرغم من أن رؤساء البلديات (العُمَد) والقادة المحليين هم مَن سيبحث عنهم سكان المدينة المتضررة من أجل الحصول على المعلومات. إن الحاجة إلى قيادة قوية وواضحة من قبل رئيس البلدية (العُمَدة) في بيئة ما بعد الهجوم هو أمر حاسم، حيث إن غيابها يمكن أن يقلل من الثقة في قدرة رئيس البلدية (العُمَدة) على قيادة المدينة على نطاق واسع، وقدرة الحكومة المحلية على التعامل مع الأزمات المستقبلية. كما أوضح مسؤول محلي في أوسلو لشبكة المدن القوية: ” إن قيادة رئاسة المجلس البلدي (العُمَدة) [في أعقاب هجمات عام 2011] ألهمت الثقة بأن النظام كان يعمل بنجاح”.

من بين الأدوار التي يمكن لرئيس البلدية (العُمَدة) أن يلعبها هو تنسيق مختلف الجهات الفاعلة لضمان تلبية الاحتياجات المحلية وضمان أن جهود الاستجابة الوطنية والمحلية يكمّل بعضها البعض بدلاً من تكرارها. على سبيل المثال:

  • ينبغي لرئيس البلدية (العُمَدة) أن يكون في طليعة التواصل العام/ الاتصالات الجماهيرية بعد وقوع الحادث. تحدد اتصالات القيادة نغمة الاستجابة ويمكن أن تُخفِّف من الاستقطاب والآثار الأخرى للأزمة.
  • بمجرد تأمين مكان الحادث، يجب على رئيس البلدية (العُمَدة) أن يكون متواجداً ميدانيا على أرض الواقع يتشاور مع الناجين والعوائل الثكلى والمستجيبين الأوائل وقادة المجتمع لتحديد الثغرات في الاستجابة، والاحتياجات النفسية والاجتماعية الأخرى، وقيادة جهد متعدد الوكالات لتخصيص الموارد المحلية و/أو البحث عن دعم من الحكومة الوطنية.
  • يمكن لرؤساء البلديات (العُمَد) أن يلعبوا دورًا رئيسيًا في التنسيق مع الأطراف والجهات المعنية في الحكومة الوطنية وضمان أن تكون الاستجابة الوطنية مستندة إلى ومتوافقة مع أسلوب واهتمامات الجهود المحلية.
  • ينبغي أيضًا على رؤساء البلديات (العُمَد) أن يضمنوا عدم غمر الأصوات الكبيرة والعالية لأصوات ووجهات نظر واحتياجات المجتمع المحلي، وينبغي لهم أن يدافعوا عن مواطنيهم على المستوى الوطني وأن يكونوا بمثابة حاجز بين الجهات الفاعلة الوطنية والمحلية على أرض الواقع
  • يجب أن يتم تضمين رؤساء البلديات (العُمَد) في مراكز القيادة المسؤولة عن إدارة الأزمات. على سبيل المثال، في أعقاب تفجير ماراثون بوسطن في عام 2013 2013 Boston Marathon bombing,، شكَّل العمدة آنذاك توماس مينينو جزءًا من “مركز القيادة الموحد” الذي اشرف على استجابة المدينة.  باستخدام هذه الهيكلية المتعددة الوكالات، كان قد تَمَكَّن من تحديد الأدوار والمسؤوليات لجوانب مختلفة من الاستجابة، وصياغة رسائل واضحة وموجزة وموَحَدة ليتم تقديمها من قبل رئيس البلدية (العُمَدة) وقادة المدينة الآخرين. ساعد ذلك في ضمان رسائل متسقة شكلتها وكالات الحكومة المحلية المتعددة والمستجيبون لحالات الطوارئ، وتعكس تواصل وجهود رئيس البلدية (العُمَدة). وبالمثل، في أوسلو (النرويج)، في أعقاب الهجوم على مجتمع الــ( LGBTQ+ المثليين) في عام 2022   2022 attack on the LGBTQ+ community,، قام رئيس البلدية (العُمَدة) السابق رايموند جوهانسن على الفور بتعبئة وقيادة فريق الاستجابة للأزمة

التعاون الوطني – المحلي في الاستجابة

عادةً ما يُشكِّل الحادث الذي تُحرِّكهُ دوافع الكراهية أو التطرف العنيف مجموعة واسعة من الاستجابات والمستجيبين، سواء على المستوى المحلي أو الوطني. ولكل واحدٍ منهم سيكون له دور مهم يؤديه، لكنهم لن يتمكنوا من العمل بشكل فعال إلا إذا تم تنسيق جهودهم بحيث يُكَمِّل بعضهم البعض دون تناقض أو تكرار. كما أن رئيس البلدية (العُمَدة)، بوصفه القائد المحلي الأبرز والأكثر أهمية، غالبًا ما يكون في أفضل وضعٍ لتنسيق الجهود المتعددة الوكالات لتقديم الدعم محليًا والتنسيق مع الوكالات الوطنية لقيادة استجابة موحَدة ومتكاملة.

غالبًا ما تحدد أو تفرض الحكومات الوطنية استجابات ما بعد الأزمة على حساب الحكومات المحلية، على الرغم من أن رؤساء البلديات (العُمَد) والقادة المحليين هم مَن سيبحث عنهم سكان المدينة من أجل الحصول على المعلومات والدعم. غالبًا ما يشير رؤساء البلديات (العُمَد) وغيرهم من القادة على المستوى دون الوطني إلى عدم وجود تفويضات صريحة للاستجابة باعتبارها تقييدًا لإمكانية اتخاذ إجراءات تقودها المدن في هذا المجال.  


ومع ذلك، فإن رؤساء البلديات (العُمَد) والقادة الآخرين في المدن هم من يجب أن يقودوا هذه الاستجابة، بدعم وتشجيع من قِبَل نظرائهم في الحكومة الوطنية والجهات الأمنية (مثلا من خلال تبادل المعلومات المناسبة والدعم المالي الملائم). من الضروري تعزيز التعاون الوطني – المحلي (NLC) strengthen national-local  cooperation للتصدي لمثل هذه التحديات، مما يُمكِّن الجهات الفاعلة على كلا المستويين من العمل بتعاون وتحقيق أقصى استفادة من المزايا النسبية لكل منهما.   ففي النرويج، على سبيل المثال، تعمل لجنة مكافحة التطرف Commission on  Extremism على تحديد الدروس المستفادة لمساعدة المدن على الاستجابة للتهديدات المحلية وتحسين التنسيق والتعاون الوطني – المحلي، ودعم التنفيذ المحلي للاستراتيجية الوطنية للوقاية من الكراهية والعنف المتطرف والتصدي لها. وقد تشاورت اللجنة مع مجالس البلديات في كافة أنحاء البلاد لفهم احتياجاتهم وتحديد أفضل الطرق للاستفادة من هياكل الأطراف والجهات المعنية المتعددة الموجودة على المستويين المحلي والوطني والتي يمكن الاستفادة منها في بيئة ما بعد الهجوم.  


وكممارسة عملية، يشمل التعاون الوطني – المحلي الهياكل والموارد والنُهج التي تدعم كل من الاستراتيجيات الوطنية والاستجابات الأمنية، مع الاحتياجات المحلية. وقد وضعت شبكة المدن القوية العديد من الموارد المتعلقة بالتعاون الوطني – المحلي، بما في ذلك الدليل الإرشادي للتعاون الوطني المحلي NLC Toolkit  للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، وذلك بدعم من وزارة الشؤون الخارجية والتجارة الأسترالية Australian Department of Foreign Affairs and  Trade. ولمزيد من المعلومات حول عمل شبكة المدن القوية في مجال التعاون الوطني المحلي، يرجى زيارة موقعنا على الإنترنت website.

استجابة موحدة “العوائل أولاً”

بعد التفجير الذي وقع في ملعب مانشستر أرينا عام 2017 2017 Manchester Arena bombing، قام عمدة المدينة، آندي بيرنهام، بتكليف فريق لمراجعة الاستجابة في المدينة. وخَلُصَت المراجعة إلى أن الزيارات الشخصية التي قام بها العمدة بيرنهام للناجين وأسر الضحايا، بالإضافة إلى القيادة المدنية القوية للعمدة بشكل عام، قد ساهمت في تعزيز الطمأنينة والثقة المجتمعية، بالإضافة الى تسليط الضوء على التزام المدينة بتنظيم استجابة موحدة تحت شعار “العوائل أولاً”. والأهم من ذلك وجدت المراجعة أيضًا وجوب توسيع نطاق التوعية وإن التواصل ينبغي أن يمتد الى الناجين من الهجوم الذين لم يكونوا ضمن المصابين، ولكنهم ما زالوا يعانون من الصدمة، وأن مثل هذه الجهود يجب أن تستمر على المدى الطويل.

تحليل الوضع / الموقف

في اللحظات الأولى بعد الهجوم

خُذ بعض الوقت

الساعات القليلة القادمة ستكون صعبة.

خذ لحظة لتستعد نفسياً وجسدياً. على الرغم من أن الأمر قد يبدو تافهاً، إلا أنه من الضروري

 العثور على الإطار النفسي المناسب لاتخاذ قرارات منطقية تحت وطأة الضغط.

قم بتحليل الوضع

احصل على صورة كاملة قدر الإمكان عن الهجوم:
• هل هناك خطر أمني مستمر؟
• كيف يمكن أن يتصاعد الوضع؟
• ما هي الجهات الفاعلة في حالات الطوارئ والمتواجدة على الأرض؟
• هل هناك مجتمعات أو مؤسسات معينة بحاجة إلى حماية فورية؟

تحقق من التسلسل القيادي.

تأكد من معرفة التسلسل القيادي والتواصل معه، بحيث تكون جميع الفرق على دراية بأدوار بعضها البعض

وأن يتم احترام تلك الأدوار.

قم بتحديد تسلسلات هرمية واضحة لاتخاذ القرارات، والأطر الزمنية للتحديثات، إتّخِذ متحدثاً رسمياً لتيسير رسائل الإعلام العامة

.

القيام بتحديد الأولويات.

الأولويات الواضحة سترشدك وتوضح خطواتك التالية.

تأكد من توصيل هذه الأولويات على الصعيد الداخلي وإلى الجمهور.

تأكد من أن عملية صنع/ اتخاذ القرارات المستقبلية متسق مع هذه المبادئ.

الاستجابة

القيادة من أرض الحدث

بمجرد تأمين مكان الحادث، يجب على رؤساء البلديات (العُمَد) أن يكونوا متواجدين ميدانيا على أرض الحدث وفي أقرب وقت ممكن للتشاور مع الناجين وعائلات الضحايا والمستجيبين الأوائل وقادة المجتمع لتحديد الثغرات في الاستجابة والاحتياجات النفسية والاجتماعية والمتطلبات الضرورية الأخرى.

إن أبرز الإجراءات التي قمنا بها، والتي كان لها تأثيراً مباشراً على مكافحة العمليات الإرهابية والتأثير بشكل إيجابي على الناس، هو أننا حرصنا على أن نكون جزءًا لا يتجزأ من المجتمع المحلي. وهذا يعني أن نكون حاضرين الآن في هذا الحدث مع أبناء مجتمعنا المحلي لتقديم الدعم وتعزيز قدرتهم على الصمود، وتوجيه الجميع نحو إيجاد حلول حقيقية للمشكلة

رئيس المجلس البلدي (عمدة) مدينة الرمادي (العراق)، إبراهيم خليل العوسج

التنسيق مع المستجيبين من الحكومة الوطنية

في معظم الحالات، سيؤدي الهجوم المدفوع بالكراهية أو التطرف العنيف إلى استجابة من الحكومة الوطنية، بالإضافة إلى الوكالات على مستوى الولاية أو المقاطعات أو الأقاليم حيثما اقتضى الأمر. يُعتبر الحصول على هذا الدعم أمرًا بالغ الاهمية للاستجابة، ولكن يمكن أن يخلق تحديات في التنسيق، خاصةً عندما لا تتوافق الاستجابة الوطنية على الفور مع الاحتياجات المحلية.

جزء من دور رئيس البلدية (العُمَدة) سيتضمن التنسيق مع هذه الوكالات المختلفة والمطالبة باحتياجات مواطنيه، والعمل كحاجز عند الضرورة بين الجهات الفاعلة الوطنية والمحلية على أرض الواقع.

وعند القيام بذلك، يجب على رئيس البلدية (العُمَدة) أن يضع في اعتباره أن الأصوات على مستويات أخرى لا تطغى على الأصوات المحلية وتحجب آرائهم واهتماماتهم واحتياجاتهم.

ينبغي على رئيس البلدية (العُمَدة) أن يساعد في ضمان أن الجميع يعرفون ادوارهم ولديهم ما يلزم لأداء تلك الادوار. وعند تحديد وتعيين الأدوار والمسؤوليات، ينبغي مراعاة ما إذا كان هناك أفراد سيكونون في موقعٍ أفضل للتواصل مع مجتمعات محلية معينة

الإطار العام

القيادة
لضمان استجابة شاملة ومنسقة من السلطة المحلية، وبالتعاون مع الحكومة الوطنية، والقادة المحليين الآخرين (على سبيل المثال القيادات الدينية، والثقافية، والنُشطاء) والمجتمعات المحلية، فإنه من الأمور الحاسمة أن يكون لدى رئيس البلدية (العُمَدة) وكبار المسؤولين في البلدية مسؤوليات محددة. على سبيل المثال، ربما هناك افراد محددون يكونوا أفضل وضعًا من غيرهم للتواصل مع مجتمعات معينة (على سبيل المثال، قد يتولى المسؤول عن قسم/ دائرة التعليم التواصل والتنسيق مع المدارس). ومن الافضل تحديد المهام بشكل رسمي مسبقًا، وينبغي على رؤساء البلديات (العُمَد) ومستشاريهم تحديد وتوزيع المسؤوليات بسرعة إذا لم يكونوا قد قاموا بذلك بالفعل.

الدعم
سيجد السكان الراحة في رسائِل قادتهم. إن إظهار التعاطف، خاصة تجاه الناجين وأُسرهم، هو رد فعل طبيعي وحاسم على جريمة بشعة. ومع ذلك، يجب أيضاً على المتحدثين باسم المدينة أن يظلوا متفهمين ومتفتحين بشأن الأثر غير المباشر لكلماتهم على غالبية السكان (على سبيل المثال، قد تصبح المجتمعات ذات الطائفة او العرق أو الديانة المماثلة للجناة هدفًا لرد فعل عنيف او سلبي). من المهم ان ندرك أن الصدمة قد تؤدي إلى تداعيات غير متوقعة.

المعلومات والتوجيه / الإرشادات
على أولئك الذين يمتلكون معلومات مؤَكدّه أن يشاركوها قدر الإمكان لتجنب انتشار الشائعات والمعلومات الخاطئة والمظللة، وذلك ضمن حدود البروتوكولات الأمنية أو تبادل المعلومات ذات الصلة. حتى إذا لم تكن هناك تحديثات فورية، فإنه من الضروري أن يتم تحديد الخطوات التي تم اتخاذها وأيّ عقبات أمام الإجراءات أو أسباب للتأخير. فإن الشفافية هي الركيزة الأساسية للثقة.

مجال الاتصالات

يُعَّد التواصل هو واحد من أهم وأكثر المهام العاجلة في أعقاب الهجوم (أُنظر الفصل 3: الاتصالات العامة). وربما قد تكون لدى رئيس البلدية (العُمَدة) والسلطة المحلية استراتيجية عامة، إلا أن الفوضى والبيئة والمشاعر النفسية المحيطة بحالة الطوارئ يمكن أن تؤدي بسهولة إلى وقوع أخطاء وثغرات في الرسائل.

بعد هجوم مُحَفَّز من التطرّف العنيف أو بدافع الكراهية، يجب أن يكون رئيس البلدية (العُمَدة) في صدارة الاتصالات العامة. وتحدد هذه الرسائل الأولية الطابع للاستجابة ويمكن أن تساعد في التخفيف من التداعيات الإضافية الناتجة عن الأخبار الكاذبة والمعلومات المزيفة والمظللِة ونظريات المؤامرة. إن الخوف والشك يخلق ارضاً خصبة للمعلومات الكاذبة بالإضافة إلى خطابات التظليل من الجهات التي ترغب في الاستفادة من الوضع لنشر الكراهية.

وذلك يمكن أن يقوِّض جهود الاستجابة عن طريق نشر الذعر أو تكثيف الانقسامات والاستقطاب الذي يمكن أن يؤثر بشكل سلبي على التماسك الاجتماعي ويؤدي إلى المزيد من العنف في المستقبل. لذا فمن المهم جدا أن يقوم رئيس البلدية (العُمَدة) بمساعدة المدينة في ان تكون على علم مسبق بهذه التهديدات من خلال التواصل بشكل واضح ومتكرر وفي وقت مبكر لتحديد الطرح / الحديث الرسمي للحدث وتهدئة الشكوك قدر الإمكان.

حتى لو لم تكن هناك تحديثات فورية، فمن المهم أن يتم توضيح الخطوات التي يتم اتخاذها وأية معوقات تواجه الإجراءات أو الأسباب التي تؤدي إلى التأخير.

يجب أن يضع رئيس البلدية (العُمَدة) في اعتباره أربعة مبادئ رئيسية للتواصل بعد الحادث:

  • إمكانية الوصول. ينبغي أن يكون التواصل واضحاً ومباشراً قدر الإمكان. تَجَنُب استخدام المصطلحات المتخصصة، والمحافظة على إيجاز الرسائل وتقديم الترجمة اللازمة – بما في ذلك الترجمة الخاصة بلغة الإشارة – حيثما دعت الحاجة، واعتمادًا على تكوين المجتمع.
  • التوازن. يجب أن تتوازن الرسائل بين الحاجة إلى المعلومات والتوضيح – وتقليل المساحة المتاحة لنظريات المؤامرة – مع الحاجة إلى تقليل المخاوف والتوترات الانتقامية بين الطوائف/ بين المجتمعات المحلية بعد الأزمة. ينبغي التركيز على المدينة ومجتمعاتها بدلاً من التركيز على الجاني(الجناة) المشتبه بهم وتَجنُب الخطاب العسكري وغيرها من الخطابات ذات المصطلحات الثقيلة لصالح لغة تؤكد على وحدة الصف والقدرة على الصمود كوسيلة للتعافي.
  • الشفافية. يجب أن يتحلى القادة بالشفافية بشأن استجابة المدينة. هذا أمر حاسم للحفاظ على المصداقية والثقة مع المجتمعات المتضررة. ومع تحديد المدينة للدروس المستفادة من استجابتها، ينبغي مشاركة تلك الدروس مع الجمهور.
  • حماية المجتمعات من ردود الفعل العنيفة والتصعيد المحتمل. ستكون بعض المجتمعات أكثر عرضة للانتقام او لردة فعل عكسية بعد الهجوم من غيرها. على سبيل المثال، تم توثيق زيادة كبيرة في عدد جرائم الكراهية ضد المسلمين بشكل خاص في أعقاب الهجمات الإرهابية الإسلامية hate  crimes often increase dramatically. يجب على رؤساء البلديات (العُمَد) أن يعملوا مع جهات فرض القانون لفهم هذه المخاطر والاستعداد لها ضد المجتمعات المحلية المستهدفة المحتملة من خلال تضمين خطط الطوارئ في أولويات الاستجابة الخاصة بهم emergency  plans  ويجب أن تأخذ هذه الخطط بعين الاعتبار كيفية ضمان السلامة الجسدية للمجموعات الضعيفة بأفضل السبل ومنع مشاعر الانتقام بين المواطنين. ومن الطرق التي يستطيع رئيس البلدية (العُمَدة) أن يحقق ذلك هي عن طريق التأكيد بوضوح على أنه يساند ويدعم جميع المجتمعات المحلية في المدينة وأن مرتكب الجريمة/ الجاني لا يمثل أي شخص يعيش بسلام في المدينة.

من الضروري أيضًا تصميم الاتصالات وفقًا للاحتياجات المتطورة التي تنتقل فيها المدينة من تداعيات الفترة المباشرة بعد الحادث إلى مرحلة الاستجابة، ثم إلى مرحلة التعافي.

في أعقاب الحادث مباشرة، هناك ثلاث مراحل يجب مراعاتها وتوجيهها في عملية اتخاذ القرارات والاتصالات وهي:

  • رد الأفعال والمشاركة الفورية
  • التصريح الرسمي الأول و/أو الظهور العلني الرسمي الأول
  • الالتزامات والارتباطات المباشرة الأولى

تُعتبر الاتصالات الفعّالة خلال المراحل الثلاث هذه (الموضحة أدناه)
أمر بالغ الأهمية لإعادة تأسيس السلامة والأمن في المنطقة في الفترة
الفورية بعد الحادث، فضلاً عن الشفافية والثقة اللازمة لدعم عملية
إعادة بناء القدرة على الصمود على المدى الطويل.

مِن خلال اتخاذ دور فعّال واستباقي في التواصل مع الجمهور، يمكن لرئيس المجلس البلدي (العُمَدة) تشكيل الحديث/الخطاب لتعزيز وحدة الصف والقدرة على الصمود وتقديم الدعم المجتمعي. إن إدارة الإشاعات والمعلومات المضللة بشكل فعّال تضمن وصول المعلومات الموثوقة إلى الجمهور، مما يخفف من حدة الذعر ويسهل الاستجابة المنسقة

الممثل عن مدينة سراييفو (البوسنة والهرسك)

مراحل التواصل بعد الحادث

هناك ثلاث مراحل رئيسية للتواصل بعد الحادث. يجب أن تتماشى الاتصالات مع الأولويات المحددة بعد الهجوم وأن تكون متسقة عبر هذه المراحل لتقوم بتوفير رسائل إعلامية وتبعث الاطمئنان وتبني الثقة.

المرحلة الأولى: ردود الأفعال والمشاركة الفورية

سواءً كان الأمر سيتم شخصيًا أم من خلال الفريق المرتبط به، يجب على رئيس البلدية (العُمَدة) التأكد من أن سكان المدينة مطلعون على الوضع وعلى استجابة المدينة، وإدارة الشعور بانعدام الأمن والتوقعات. ففي أعقاب الهجوم أو مباشرة أثناء الأزمة، من المهم التركيز على تقديم إرشادات السلامة، بالإضافة إلى التحديثات الرسمية حول الحادث واستجابة السلطة المحلية. ويمكن تنفيذ ذلك بالتعاون مع وسائل الإعلام المحلية، عبر قنوات التواصل الاجتماعي الرسمية لرئيس البلدية (العُمَدة) و/أو من خلال أي قنوات اتصال سريعة أخرى متاحة.

ولمساعدة السكان على استعادة شعورهم بالسيطرة، يجب أن تكون المعلومات التي يتم مشاركتها في توقيت مناسب، وواضحة، وموجزة، وذات صلة، وغير متناقضة، ومتاحة لجميع المتأثرين، وتكون من مصادر موثوقة. في أعقاب ذلك مباشرة، من الضروري توفير إرشادات السلامة، والتحديثات حول الأشخاص المعرضين للخطر وكيفية الحصول على مساعدة عملية.

المرحلة الثانية: التصريح الرسمي الأول و/أو الظهور العلني الرسمي الأول

من الضروري أن يتمكن رئيس البلدية (العُمَدة) من تقديم التصريح الرسمي الأول و/أو الظهور العلني بشكل صحيح، حيث سيُحمِّله السكان المسؤولية عن كلماته وردود افعاله. وفي حين ستبدو الحالة الفورية شاملة للغاية، إلا أنه من المهم التخطيط لها بشكل استراتيجي على المدى المتوسط والطويل لضمان أن الاتصالات الأولية والمبكرة يمكن ان تدعم جهود إعادة البناء في المستقبل. ينبغي لرئيس البلدية (العُمَدة) أن يهدف إلى إيصال الشعور بالقوة مع التشجيع على استجابة موحدة. لقد قدم رؤساء البلديات (العُمَد) بعض النصائح حول كيفية التعامل مع تصريح ما بعد الحادث.

  • يجب التحدث بوضوح ضد الكراهية والعنف والتطرف؛ وتوضيح أنه لا مكان لها في المدينة ولن تنتصر.
  • الدعوة إلى وحدة الصَّف، وإعادة تأكيد هوية المدينة الشاملة ودعوة السكان للتلاحم والعثور على القوة في بعضهم البعض.
  • تركيز البيانات والتصاريح على المدينة ومجتمعاتها المحلية بدلاً من منح الجاني (الجناة) أو دوافعهم أو بياناتهم وخطاباتهم. تجنب ذكر اسم الجاني (الجناة) لتفادي تمجيدهم بالشهرة أو الاستشهاد (وهو امر غالبا ما يتوق إليه الجناة)، خاصة إذا كانوا يعملون في مساحات متطرفة عبر الإنترنت.
  • تجنب استخدام لغة عسكرية أو ردود أفعال سلبية تزيد من مشاعر الخوف والعداء. عليك ان تدرك الاحساس العميق بالانتهاك والغضب الذي يشعر به الناس بعد الهجوم، ولكن كن حذرًا من تأجيج التوترات بدعوات للانتقام.
  • نزع فتيل التوترات وتهدئة المخاوف من احتمالات الانتقام على أساس العرق، أو الإثنية، أو الديانة، أو القبيلة. إذا كان مَن قام بتنفيذ الهجوم هو أحد أفراد مجتمع معين، فكن حذرًا من ردود الأفعال العنيفة والانتقام المحتمل ضد ذلك المجتمع.

المرحلة 3: الالتزامات والارتباطات المباشرة الأولى

ستكون الارتباطات المباشرة الأولى لرئيس البلدية (العُمَدة) على نفس القدر من الأهمية في إظهار أولوياته. مثلاً، مَن الذي سيقوم رئيس البلدية (العُمَدة) بزيارتهم أولاً (على سبيل المثال، الناجون في المستشفى، المؤسسات الأخرى ذات الصلة بالهدف من الهجوم، المدارس)، وما هي الوسائل الإعلامية التي يتحدث إليها، والولاءات السياسية المحتملة التي قد تظهر. يجب على رئيس البلدية (العُمَدة) التأكد من أن أفعاله متسقة ومتماشية مع الأولويات التي حددها منذ بداية فترة ولايته.

رئيسة وزراء نيوزيلندا آنذاك، جاسيندا أدرن، تتحدث في مؤتمر صحفي، مارس 2019

التعاطف ووحدة الصف

 في أعقاب الهجمات الجماعية على مسجدين في كرايست تشيرش (نيوزيلندا)، التي أسفرت عن مقتل أكثر من 50 شخصًا وإصابة 50 آخرين، عقدت رئيسة الوزراء آنذاك، جاسيندا آردرن، مؤتمرًا صحفيًا، وصفت فيه الهجوم  على إنه “فعل عنف استثنائي وغير مسبوق” و “أحد أحلك الأيام في نيوزيلندا”.

  • تجنب الخطاب الحربي. تركزت تصريحات رئيسة الوزراء آردرن على الأشخاص المتأثرين والمتضررين من الهجمات، دون إعطاء منصة تقريبًا لمرتكب الجريمة نفسه، على عكس ردود افعال أخرى بعد الهجمات والتي كانت أكثر عسكرية أو ذات ردود أفعال سلبية، والتي يمكن أن تزيد من مشاعر الخوف والعداء. لقد أدركت رئيسة الوزراء الشعور العميق بالانتهاك والغضب الذي يشعر به الناس بعد الهجوم، لكنها لم تؤجج التوترات (على سبيل المثال، لم تكن هناك دعوات للانتقام من خلال الحرب أو قمع الحريات المدنية).
  • تفادى ذكر اسم مرتكب الجريمة/ الجاني. حرصت رئيسة الوزراء آردين على الإشارة إلى المهاجم بشكل مجرد لتفادي تمجيده. بينما كان الهدف الرئيسي هو تفادي مكافأته بالشهرة أو الاستشهاد، الامر الذي يتوق إليه المهاجمون غالبًا (خاصة إذا كانوا متطرفين ويعملون عبر الإنترنت)، كما تجنبت هذه الاستراتيجية أيضًا خلق تصريح باستخدام “نحن” بدلا من “هُم”.
  • الجمع وتوحيد الصف بين الناس من خلال الدعوة إلى العمل واتخاذ إجراء. وبينما أشارت آردرن إلى أن القومية البيضاء كانت مسألة متنامية (على الرغم من أن مرتكب الجريمة كان أسترالياً)، فقد حثت آردرن جميع الدول على الاستجابة وخلق بيئة لا يمكن لمثل هذه الأيديولوجيات الازدهار فيها. ومن خلال مبادرات مثل دعوة كرايست تشيرش، “نجحت آردرن في ‘ تمييز/ تصنيف’ الإرهابي، ولكن ليس من خلال معاملته كمبعوث من عالم خارجي معادٍ.
رؤساء بلديات جنوب فلوريدا يتحدثون في مؤتمر صحفي، ديسمبر 2023

رؤساء البلديات (العُمَد) في جنوب فلوريدا يقدمون جبهة موحدة ضد معاداة السامية

في كانون الأول/ ديسمبر ٢٠٢٣، وفي أعقاب الارتفاع المتزايد في معاداة السامية، والذي تفاقم بسبب التأثيرات المحلية للأزمة بين إسرائيل وغزة، اجتمعت مجموعة من رؤساء البلديات (العُمَد) في مقاطعة ميامي- ديد (فلوريدا، الولايات المتحدة) معاً لتقديم جبهة موحدة للمجتمع المحلي. وأشار رئيس البلدية (العُمَدة) ميامي فرانسيس سواريز إلى التحدي الذي تواجهه الحكومات المحلية:

“جميع المسؤولون المنتخَبون الموجودون هنا يسعون جاهدين، يومًا بعد يوم، لمعرفة كيفية ضمان تأمين السلامة وتوفير الأمان والتخلص من هذا الشعور بالخوف الموجود في قلوب الكثير من الناس في مجتمعنا”.

 ” وقال رئيس البلدية (العُمَدة) لمنطقة شمال ميامي أليكس ديسولمي: “[نحن] نقول بشكل لا لبس فيه إن منطقة شمال ميامي تُدين جميع أشكال الكراهية، ومعاداة السامية، والتعصب، والعنف”.

  • وضوح الرسالة. لن يتم التغاضي عن معاداة السامية.
  • جبهة موحدة. اجتمع رؤساء بلديات (عُمَد) ١٥ بلدية معًا.
  • الاتساق. تم عكس وحدة الصف في رسائلٍ متسقة.
عمدة لاي ليه روز، فنسنت جانبرون، يخاطب مسيرة ومسيرة مناهضة للعنف، يوليو 2023

نداء للوحدة والهدوء في ظل الاضطرابات وأعمال الشغب الوطنية

في تموز/ يوليو ٢٠٢٣، قاد رئيس بلدية لو-اي-لي-روز، فنسنت جانبرون، تظاهرة مناهضة للعنف في بلدته (جنوب باريس، فرنسا)، حاملاً لافتة تقول “معًا من أجل الجمهورية”، وهي دعوة للوحدة والهدوء بعد أسبوع من بدء الاضطرابات واعمال الشغب في جميع أنحاء فرنسا. ففي الليلة السابقة، قام مثيرو الشغب بصدم مركبة مشتعلة بمنزله، مما أسفر عن إصابة زوجته وأحد أطفاله. انضمّ إلى جانبرون كل من رئيس عاصمة باريس الكبرى (المتروبول) ورئيس المجلس البلدي (عُمَدة) رويل مالميزون باتريك أولييه، ورئيس الحزب اليميني الفرنسي الجمهوريون (ليه ريبوبليكانس) وعضو البرلمان إيريك سيوتي، ورئيس مجلس الشيوخ الفرنسي جيرار لارشير، ورئيس إقليم إيل-دي-فرانس فاليري بيكريس. كانت التظاهرة المناهضة للعنف واحدة من العديد من التظاهرات أمام المجالس البلدية، كجزء من العمل المحلي على الصعيد الوطني في أعقاب الاضطرابات وأعمال الشغب.

  • الرؤية المحلية . تمت التظاهرة في الساحة الرئيسية للسوق في المدينة، وهي نقطة التجمع في وسط المدينة.
  • جبهة موحدة. انضم ممثلو جميع الأحزاب السياسية الرئيسية في دعوة واضحة للتهدئة.
  • تخفيف التصعيد. بدلاً من الدعوة للانتقام، كانت نداءاً للعمل من أجل الهدوء ووحدة الصف والنظام العام.

في أعقاب هجوم عنيف بالسكين في فورتسبورغ (ألمانيا) عام 2021، تحدث رئيس المجلس البلدي (عُمَدة) المدينة كريستيان شوكاردت في حفل تأبين ضحايا الهجومmemorial service. تم تنفيذ الهجوم من قبل شاب صومالي في وقت كانت فيه هناك توترات واسعة النطاق عبر أوروبا بشأن اللاجئين. وتوقعًا لردود الفعل العنيفة المحتملة ضد الجالية الصومالية في المدينة، حث رئيس البلدية (العُمَدة) على أن “جرائم الأفراد لا ينبغي لها أبدًا أن تُنسب او أن يتم توسيع نطاقها إلى المجموعات العرقية أو الديانات أو الجنسيات” وطلب عدم إلقاء اللوم على اللاجئين الصوماليين

وأضاف حاكم بافاريا ماركوس سويدر إلى هذا النداء، مؤكدًا أنه “يجب ألا يتم الرد أبدًا على مثل هذا العمل المليء بالكراهية بالانتقام او بالكراهية او بالحقد”. وبعد أن لاحظ أن المحادثات عبر الإنترنت قد سلطت الضوء على ان المهاجم من أصول مهاجرة، سأل الحاكم سكان المدينة “لكن ألم يساعد الأشخاص ذوو الخلفية المهاجرة أيضًا في ذات الموقف تحديداً ؟

في عام 2022، قدمت شبكة المدن القوية والرسوم المتحركةBertlesmann Foundation، التي رواها رئيس المجلس البلدي (العُمَدة) السابق بيل بيدوتو، عن تجربته ونقاطالقرار الرئيسية التي مر بها اثناء وفي أعقاب هجوم كنيست “شجرة الحياة” في عام 2018.

نصائح من رئيس البلدية (العُمَدة) بيل بيدوتو بشأن التواصل بعد هجوم يعتمد على الكراهية

في تشرين الأول/ أكتوبر 2018، دخل رجل إلى الكنيست اليهودي “شجرة الحياة” في بيتسبرغ (بنسلفانيا، الولايات المتحدة)، وفتح النار على المصلين خلال احتفالات السبت (الشبات)، مما أسفر عن مقتل أحد عشر شخصًا وإصابة ستة آخرين، بما في ذلك أربعة من رجال الشرطة. كان هذا الهجوم المعادي للسامية هو الأكثر فتكًا ودموية في تاريخ الولايات المتحدة. وقام رئيس البلدية (العُمَدة) السابق لبيتسبرغ، بيل بيدوتو، الذي أصبح الآن مستشارًا كبيرًا لشبكة المدن القوية، بمشاركة تجربته ونقاط قراراته في الاستجابة.

  1. يجب أن يكون لديك أجهزة وآليات اتصال متعددة تعمل على مصادر مختلفة (مثل الهاتف، والإيثرنت، والترددات اللاسلكية) للتواصل الداخلي والخارجي. حيث أراد رئيس البلدية (العُمَدة) بيدوتو أثناء الهجوم، التواصل بقدر الإمكان مع الجمهور، مستلهماً من الاستجابة على تفجيرات ماراثون بوسطن عام 2013، ولكن شبكة الهاتف تعطلت ولم يتمكن موظف الإعلام من استخدام هاتفه.
  2. فيما يتعلق بالاستجابة الرسمية، يجب ان تكون شفافًا وصريحًا مع الجمهور. حتى لو لم يكن هناك جديد للقول، أذكر أنه لا جديد يمكن إضافته.
  3. كُن شفافًا بشأن اهم أولوياتك على المدى القريب لإدارة التوقعات. أخبرَ رئيس البلدية (العُمَدة) بيدوتو الجمهور من البداية أن أولى أولوياته ستكون الضحايا وعوائلهم؛ والثانية ستكون المصابون والجرحى؛ والثالثة ستكون المجتمع اليهودي؛ والرابعة هي مجتمع بيتسبرغ ككل.
  4. استخدم أولوياتك لتوجيه جميع الإجراءات المستقبلية. ففي أعقاب الهجوم، كانت هناك فكرة بإغلاق طريق رئيسي أمام الكنيست. لم يرغب مدير السلامة العامة في ذلك لأنه كان طريقًا رئيسيًا إلى العديد من المستشفيات. وبما أن عوائل الضحايا كانت أولى أولوياته، فقد قام العمدة بيدوتو بسؤال العوائل عمّا يريدون. فطلبوا فتح الطريق، لذا بقي الطريق مفتوحاً.
  5. تذكر أن الصدمة يمكن أن يكون لها تداعيات غير متوقعة. حتى إذا كان هناك شخص يعيش على بعد 15 ميلاً من الهجوم، وهو ليس عضوًا في المجموعة المستهدفة وليس له أية صلة بالحادث، فمن الممكن ان يتأثر بهذه الصدمة.
  6. لا تقم بتسيس الحدث. ستكون هناك دائمًا فرص للحديث عن النتائج والتداعيات السياسية والتشريعات التي يمكن أن تساعد في منع الهجمات المستقبلية. ومع ذلك، فإن الفترة الزمنية المباشرة بعد الهجوم ليست هي الوقت المناسب لذلك.

١ ٢ ٣ ٤ ٥ ٦ ٧ ٨

تمت ترجمة محتوى هذا الموقع تلقائيًا باستخدام WPML . للإبلاغ عن الأخطاء ، أرسل لنا بريدًا إلكترونيًا .