arrow-circle arrow-down-basicarrow-down arrow-left-small arrow-left arrow-right-small arrow-right arrow-up arrow closefacebooklinkedinsearch twittervideo-icon

أضواء المدينة: مدينة عمّان، الأردن

يقطن عمّان، عاصمة الأردن، حوالي 4,000,000 نسمة، أي ما يقرب من نصف إجمالي عدد سكان البلاد. وقد ساهم موقعها الاستراتيجي واستقرارها النسبي في تحقيق نمو كبير في العقود الأخيرة. ويرتبط توسع المدينة ارتباطاً وثيقاً بدورها كملجأ للسكان النازحين من البلدان المجاورة. وقد أثّر ذلك بشكل ملحوظ على التركيبة الديموغرافية لعمّان، وعزّز المشهد الثقافي فيها وساهم في تنميتها الاقتصادية. إلا أن هذا النمو السريع والتحول الديموغرافي فرض أيضاً تحديات كبيرة على التخطيط الحضري والبنية التحتية والتماسك الاجتماعي.

 

يتجسد التزام أمانة عمّان الكبرى بالتعاون الدولي وتبادل المعرفة من خلال دعمها المبكر للمركز الإقليمي لشبكة المدن القوية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التابع لشبكة المدن القوية. انضمت الأمانة كعضو في شبكة المدن القوية في مارس 2023.

ما الذي يثير قلق الحكومة المحلية؟

تواجه أمانة عمّان الكبرى مجموعة معقدة من التحديات التي تخلق مجتمعةً بيئةً يحتمل أن تكون عرضة للتوترات الاجتماعية والتطرف الذي يمكن أن يؤدي إلى العنف. ويقع في صميم هذه المشاكل النمو السكاني السريع في عمّان، والذي يعزى إلى حد كبير إلى تدفق اللاجئين من البلدان المجاورة. وقد فرض ذلك ضغوطاً هائلة على البنية التحتية والخدمات العامة والنسيج الاجتماعي في المدينة.

وتواجه المدينة مهمة ضمان اندماج المجموعات العرقية والدينية المتنوعة، بما في ذلك عدد كبير من اللاجئين، بشكل فعال في المشهد الاجتماعي والاقتصادي في عمّان. وتزداد احتمالية حدوث احتكاك بين السكان المقيمين منذ فترة طويلة والوافدين الجدد مع استنزاف الموارد، مما يجعل الوصول العادل إلى الخدمات أولوية رئيسية وتحدياً رئيسياً للحفاظ على التماسك الاجتماعي.

وعلاوةً على ذلك، تواجه المدينة ضغوطاً كبيرة في مجال التوظيف، لا سيما بين شبابها. وتعاني المدينة من مجموعة كبيرة من الشباب الذين يُحتمل أن يكونوا غير منخرطين في العمل، حيث أن 39% ممن تتراوح أعمارهم بين 16 و30 عاماً لا يلتحقون بالمدرسة أو العمل أو التدريب، وهذا بدوره يزيد من الإحباط وخيبة الأمل. وهذا يمكن أن يجعل بعض الشباب أكثر عرضة للإيديولوجيات المتطرفة أو البغيضة التي تعد بالهدف أو الرخاء الاقتصادي. ويشكل الوضع تحديًا خاصًا للشابات اللاتي تبلغ نسبة العاطلات عن العمل منهن 64%.

كما تواجه أمانة عمان الكبرى تحدي المشاركة المدنية المحدودة من قبل سكانها. ويمكن أن يؤدي هذا النقص في مشاركة المجتمع المحلي في عمليات صنع القرار المحلي إلى الشعور بالانفصال وعدم التمكين، لا سيما بين الفئات المهمشة تاريخياً.

تضيف التحديات البيئية طبقة أخرى من الضغط على الحياة اليومية في عمّان. وتساهم ندرة المياه الحادة ومشاكل إدارة النفايات في التدهور البيئي والمخاوف الصحية، مما يزيد من الإحباط من الحكومة المحلية ونوعية الحياة.

وأخيراً، فإن الحفاظ على السلامة العامة والتصدي للتطرف والتهديدات ذات الصلة هي أيضاً من شواغل الأمانة العامة للأمة، خاصة في ضوء الأحداث التاريخية مثل تفجيرات الفنادق عام 2005 والأزمات الإقليمية والعالمية المستمرة.

وبنفس القدر من الأهمية، هناك قلق بشأن عدم وجود تنسيق عملي بين السلطات الوطنية والمحلية، الأمر الذي يعيق قدرة المدينة على التصدي لهذه التهديدات والتخفيف من حدتها بشكل فعال. تدرك الحكومة المحلية الحاجة إلى تحسين التعاون الوطني والمحلي والدعم من الشركاء الدوليين لبناء القدرة على الصمود في مواجهة هذه التهديدات وحماية التماسك الاجتماعي.

كيف تستجيب الحكومة المحلية؟

وإدراكاً منها لتعقيد هذه التحديات وترابطها، أعطت أمانة عمّان الكبرى الأولوية لاتباع نهج شامل لبناء القدرة على الصمود في المناطق الحضرية. تتعاون حكومة المدينة بنشاط مع الحكومات الوطنية والمحلية والإقليمية ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص والأوساط الأكاديمية لمعالجة هذه القضايا.

نفذت حكومة المدينة مجموعة من المبادرات الوقائية التي تهدف إلى تعزيز المشاركة المجتمعية والمرونة وتمكين المواطنين والتماسك الاجتماعي. وتحدد استراتيجية مرونة عمّان، التي أُطلقت في عام 2017، 54 إجراءً لتحقيق 16 هدفاً تتعلق بالتنقل والاستدامة والابتكار والمساواة ومشاركة المواطنين. تركز هذه الاستراتيجية بشكل خاص على التنوع وتتضمن إجراءات لجعل المدينة أكثر شمولاً للاجئين والفئات الضعيفة.

يعد التخطيط الحضري وتطوير البنية التحتية من الأولويات الرئيسية لحكومة المدينة. تحدد خطة العمل المناخي في عمّان، التي أُطلقت في عام 2019، مسارًا نحو الحياد الكربوني بحلول عام 2050، وتتضمن تحسينات على أنظمة النقل وإدارة النفايات. لا تعالج هذه الجهود الشواغل البيئية فحسب، بل تساهم أيضاً في خلق مساحات حضرية أكثر شمولاً وسهولة في الوصول إليها.

كما تركز المدينة على إشراك الشباب من خلال مبادرات مبتكرة. ويوفر إنشاء أكاديمية المناخ للأطفال داخل حديقة عامة جديدة مساحة آمنة ومرحبة للأطفال اللاجئين والأردنيين للعب والتفاعل والتعلم مع غرس ثقافة الإشراف البيئي والعمل المناخي الشامل.

وعلى مستوى المجتمع المحلي، أنشأت أمانة عمان الكبرى لجان الأحياء لتعزيز المشاركة المجتمعية والتمكين والتفاعل الإيجابي بين السكان. تعمل هذه الهيئات كحلقة وصل حيوية بين المجتمع المحلي والأمانة، مما يضمن سماع الأصوات المحلية وإدماجها في عمليات صنع القرار.

ولزيادة تعزيز مشاركة المواطنين والمرونة الحضرية، أطلقت المدينة منصة ” عمّان تستمع ” في عام 2024. وتسمح هذه الأداة الرقمية التفاعلية للمستخدمين بنقل أفكارهم وآرائهم إلى مسؤولي البلدية، مما يساعد على تحسين تقديم الخدمات ودمج ملاحظات المجتمع في خطط التنمية في المدينة.

وتنفذ المدينة بنشاط برامج التماسك الاجتماعي التي تهدف إلى تعزيز الحوار والتفاهم بين مختلف المجتمعات المحلية. ويشكل برنامج قلب عمّان جزءاً من هذا النهج، حيث يستهدف البرنامج الشباب العاطلين عن العمل، بما في ذلك اللاجئين والمهاجرين، ويوفر التدريب والإرشاد لتنمية مهارات التنمية وريادة الأعمال. وقد دعم هذا البرنامج إنشاء أكثر من 50 مشروعاً صغيراً ومنزلياً ويسر التدريب التقني والتدريب أثناء العمل لأكثر من 600 شخص.

كما تتعاون المدينة مع أصحاب المصلحة المعنيين لدعم جهود الوقاية المجتمعية ضد التطرف العنيف. تعمل البلدية بشكل وثيق مع مركز السلام المجتمعي التابع للحكومة الوطنية لتنظيم فعاليات ومحاضرات توعوية حول مواضيع مثل الجريمة الإلكترونية والتطرف لموظفي المقاطعة وأفراد المجتمع المحلي. وتركز هذه الشراكة على تعزيز القدرة على الصمود وتعزيز مجتمع واعٍ. وقد تم إبرام اتفاقية تعاون رسمية بين المدينة والمركز مع وجود ضباط اتصال في كلتا المؤسستين لتسهيل التواصل والتنسيق. يوفر المركز الخبرة والمحتوى للبرامج بينما توفر المدينة المساحات والأماكن مستفيدة من قربها من المجتمعات المحلية. ويسمح هذا الترتيب باتباع نهج أكثر تنسيقاً وفعالية في معالجة العوامل التي قد تؤدي إلى الكراهية والتطرف والاستقطاب الذي يمكن أن يؤدي إلى العنف من خلال التركيز على الوقاية على المستوى الشعبي.

ماذا بعد؟

واستشرافاً للمستقبل، تظل أمانة عمّان الكبرى ملتزمة بالتنمية الحضرية المستمرة، مع التحسينات المستمرة في البنية التحتية والخدمات العامة لدعم احتياجات المدينة المتزايدة. تخطط الأمانة لتوسيع برامج التماسك والاندماج الاجتماعي لضمان شعور جميع المجتمعات المحلية بالاندماج والتقدير. وستظل المبادرات الاقتصادية التي تخلق فرص العمل وتقلل من أوجه عدم المساواة، مع التركيز على الشباب والمجتمعات المهمشة، من الأولويات.

وقد طلب مسؤولو المدن من المدن القوية دعمهم في بناء القدرات للتعامل مع الأزمات، بما في ذلك وضع استراتيجيات وبروتوكولات للتعامل مع الحوادث المتعلقة بالكراهية والتطرف والاستقطاب التي يمكن أن تؤدي إلى العنف. ويشمل ذلك تعزيز تدابير السلامة العامة للحفاظ على السلام ومنع هذه التهديدات مع ضمان مجتمع منفتح وشامل للجميع

لتعلم المزيد

استكشاف أو البحث عن أضواء المدينة

ابحث عن الأضواء حسب أسماء المدن أو الموضوعات

هل مدينتك مدينة قوية؟

عضوية المدن القوية مفتوحة للسلطات المحلية على مستوى المدينة أو البلدية أو أي مستوى دون وطني آخر. عضوية مجانية.

تمت ترجمة محتوى هذا الموقع تلقائيًا باستخدام WPML . للإبلاغ عن الأخطاء ، أرسل لنا بريدًا إلكترونيًا .