
الخلفية
بلدية جيلان/جنجيلان (يشار إليها باسم جيلان من هنا فصاعدًا) في جنوب شرق كوسوفو هي موطن لأكثر من 90,000 نسمة، يتألفون من أكثر من عشر عرقيات مختلفة. [1] على الرغم من سمعتها المتعلقة بتواجد علاقات عرقية جيدة نسبياً مقارنة بالمناطق المحيطة بها، إلا أن جيلان لا تزال تعاني من التوترات الثقافية، والتحديات الاجتماعية والاقتصادية. وأحد التحديات الهامة التي تواجه المنطقة هو الفقر والبطالة.
منذ نهاية الحرب الباردة، عانت جيلان من التدهور الاقتصادي لأن قاعدة التصنيع التي تم بناؤها خلال الحقبة الاشتراكية والتي جعلت من جيلان واحدة من أغنى المدن في البلاد، اختفت جميعها. [2] نتيجة لذلك، اضطر العديد من السكان إلى العودة إلى زراعة الكفاف، وكثير غيرهم كافحوا للعثور على أي نوع من العمل. ساهمت المصاعب التي واجهتها المدينة في جذب الاستثمارات الخاصة، بالإضافة للفساد المستشري في إيقاع المدينة في فخ انعدام التنمية الحاد وانعدام الفرص الاجتماعية والاقتصادية. [3]
ويأتي التحدي الأكبر فيما يتعلق بمنع ومواجهة التطرف العنيف نتيجة لعودة المقاتلين الإرهابيين الأجانب من سوريا ونشر التعاليم السلفية في أوائل عام 2000 بعد نهاية حرب كوسوفو في عام 1999. [4] ويُخشى أن تكون طبيعة مدن مثل جيلان المهمشة والمحرومة اجتماعيًا واقتصاديًا تجعلها معرضة بشكل خاص للإسلاميين المتشددين. وقد قيل إن قلة التعاون بين الحكومات المحلية والوطنية تجعل هذه المناطق النائية أكثر جاذبية للمتطرفين كمراكز للتجنيد والاتجار.
وقد استجابت جيلان لهذه التحديات من خلال المشاركة في صياغة الإستراتيجية الوطنية لمنع التطرف العنيف والراديكالية التي تؤدي إلى الإرهاب والتي تم إطلاقها في عام 2015. [5] على وجه الخصوص، تم اختيار جيلان لتكون المدينة النموذج لإنشاء آلية الإحالة وفقًا لخطة العمل الوطنية، والتي تهدف إلى تحسين التنسيق بين جهود الحكومة المحلية والوطنية لمعالجة التطرف العنيف ودعم الأفراد العرضة للخطر. [6] وكانت جيلان قد أصبحت عضوًا في شبكة المدن القوية في عام 2016 وعضوًا في مجموعات العمل الخاصة باللاجئين والتشرد الداخلي ومجموعات العمل الخاصة بالشراكات بين القطاعين العام والخاص. [7]
نظرة عامة على المستوى الوطني
يأتي أكبر تهديد متطرف لكوسوفو من الجماعات الجهادية والمقاتلين الأجانب العائدين، لكن هناك أيضًا درجة من التهديد من القومية الألبانية. وكان التهديد من الإسلام المتشدد قد نشأ في اعقاب عودة الأئمة من الشرق الأوسط الذين تلقوا تعليمهم في الإسلام السلفي الجهادي.
ويختلف ذلك اختلافًا كبيرًا عن التفسير الحنفي المعتدل للإسلام الذي يتم تدريسه تقليديًا في كوسوفو. [8] في المجموع، غادر ما يقرب من 300 شخص للقتال في سوريا وعاد أكثر من 200 بحلول عام 2019 [9] [10] ويشكل هؤلاء الأفراد العائدون تهديدًا محتملاً لسلامة وأمن البلاد. وقد تطورت السياسات المصممة لمكافحة قضية التطرف فيما يتعلق بكل من التركيز والتطبيق خلال العقد الماضي.
وتقوم وكالات إنفاذ القانون بتحديد ومراقبة الأشخاص المشتبه في كونهم يمتلكون وجهات نظر متطرفة منذ انتهاء الحرب في عام 1999، وحتى عام 2014، ركزت الحكومة أساسًا على الاستجابات المكافحة للإرهاب بدلاً من منع/ مواجهة التطرف العنيف، بما في ذلك الاعتقالات، وإيقاف المساجد العاملة بشكل غير قانوني والمنظمات المرتبطة بالنشاط المتطرف. [11]
إن تبني الاستراتيجية الوطنية لمنع التطرف العنيف والراديكالية التي تؤدي إلى الإرهاب من قبل الحكومة يشير إلى تحرك نحو إدراج الأنشطة الوقائية في تدابيرها عند التعامل مع الجماعات المتطرفة العنيفة. وستستمر خطة العمل المصاحبة للاستراتيجية الوطنية حتى عام 2020، ومن المتوقع أن تكون وثيقة مرنة تستجيب للخبرات التطبيقية المستمرة.
وتحدد الاستراتيجية الوطنية سياق نضال كوسوفو تجاه التطرف العنيف، وعوامل الدفع والجذب التي تسهم في التحدي الذي يفرضه. الأهداف الأربعة الرئيسية للاستراتيجية هي التحديد المبكر للأسباب والعوامل والمجموعات المستهدفة، ومنع التطرف العنيف والراديكالية، والتدخل وأخيراً إزالة الراديكالية وإعادة إدماج الأشخاص المتطرفين. [12] والأمانة العامة التابعة لمجلس الأمن هي الجهة المسؤولة عن مراقبة تنفيذ الاستراتيجية، إلى جانب ممثلي الوزارة والمنظمات غير الحكومية والمجتمعات الدينية.
رئيس جمهورية كوسوفو ومجلس كوسوفو هما المكاتب الرئيسية التي تقود جهود مكافحة التطرف العنيف في البلاد. تعد الشرطة والمخابرات والوزارات الحكومية، وخاصة وزارات الداخلية والعدل والتعليم، عناصر فاعلة حيوية في قيادة المقترحات السياسية وتنفيذها في كوسوفو. [13] هناك عدد من الهيئات غير الحكومية التي تعتبر أيضًا أساسية لجهود مكافحة التطرف العنيف. وتتضمن هذه الهيئات رابطة كوسوفو الإسلامية، ومركز كوسوفو للدراسات الأمنية، ومعهد الأمن والتكامل. كوسوفو هي أيضًا عضو في التحالف العالمي لهزيمة داعش. [14]
نظرة عامة على المستوى المحلي
تم الاعتراف بجيلان على المستوى الوطني كمدينة عرضة للخطر بشكل خاص في كوسوفو بسبب تدهورها الاجتماعي والاقتصادي الكبير خلال العقدين الماضيين، والصعوبات التي واجهتها في التصدي للتطرف العنيف. على سبيل المثال، قام أحد الأئمة المتطرفين البارزين في كوسوفو، وهو زكريا كاظمي، بالوعظ في مسجد غير قانوني ونظم معسكرات وعظات للشباب في جيلان والبلديات المحيطة بها. [15]
نتيجة لكون جيلان عرضة للخطر، تم اختيار المدينة كنموذج لآلية الإحالة الخاصة بالإستراتيجية الوطنية. وتتكون الآلية من أفراد من ذوي الخلفيات التالية: أخصائيي الرعاية الاجتماعية، والمعلمين، وأولياء الأمور، وعلماء النفس وممثلي المجتمع الإسلامي، بهدف الكشف المبكر عن الشباب المعرضين لخطر الراديكالية/التطرف. [16] إذا اشتبه قادة المجتمع في أن فردًا ما قد يكون بحاجة إلى الدعم، تقوم الآلية بتحديد أفضل خيارات الدعم المتاحة والوصول إليه.
ويتم دعم هذا البرنامج بواسطة برنامج السلامة والأمن في كوسوفو التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي. [17] منذ إنشائه في عام 2015، تمت ترقية المشروع النموذج من خلال الحصول على هيكل رسمي وتعاون أكبر مع الجهات الفاعلة على المستوى الوطني، وتم تكملة كل ذلك من خلال مبادئ توجيهية قياسية للشركاء على المستوى المحلي من أجل ضمان كون الآلية تعمل بكفاءة وفعالية قدر الإمكان. [18]
ستكون الخطوة التالية هي تطبيق الآلية في البلديات الأخرى حيث يكون خطر التطرف العنيف كبيرًا أيضًا. ومن المأمول أن يساعد هذا التحسن في التنسيق بين الجهات الفاعلة الوطنية والمحلية، وأن يؤدي التركيز بشكل خاص على جيلان كمجتمع عرضة للخطر إلى إيجاد حلول بشأن تعرضه المحتمل للتطرف العنيف.
[1] OSCE Municipal Profile 2018: Gjilan/Gnjilane Region https://www.osce.org/kosovo/13113?download=true
[2] The Development Trap at the Heart of the Balkans: A Socioeconomic Portrait of Gjilan, Kumanovo and Presevo, European Stability Initiative (2005) https://www.esiweb.org/index.php?lang=en&id=156&document_ID=86
[3] Ibid
[4] Initiatives to Prevent/Counter Violent Extremism in South East Europe: A Survey of Regional Issues Initiatives and Opportunities, Regional Cooperation Council (2016) http://www.allianceforpeacebuilding.org/wp-content/uploads/2016/08/RCC-CVE-Case-Study-final.pdf p. 34.
[5] National Strategy on Prevention of Violent Extremism and Radicalisation Leading to Terrorism (2015-2020) http://www.kryeministri-ks.net/repository/docs/STRATEGY_parandalim_-_ENG.pdf
[6] Initiatives to Prevent/Counter Violent Extremism in South East Europe, p. 36.
[7] Haziri receives confirmation of Gjilan's admission to Strong Cities Network in London (2016) https://www.botasot.info/kosova/531001/haziri-merr-konfirmimin-per-pranimin-e-gjilanit-ne-strong-cities-network-ne-londer/
[8] Public Pulse Analysis on: Prevention of Violent Extremism in Kosovo, UNDP and USAID (2017) http://www.ks.undp.org/content/dam/kosovo/docs/publicpulse/PPPVE/PublicPulse-English-FINAL-PRESS.pdf p. 13.
[9] Initiatives to Prevent/Counter Violent Extremism in South East Europe, p. 35.
[10] https://www.nytimes.com/2019/04/20/world/europe/kosovo-jihadist-families.html
[11] Ibid, p. 36.
[12] R. Jakupi and G. Kraja, Accounting for the Difference: Vulnerability and Resilience to Violent Extremism in Kosovo, Berghof Foundation and KCSS (2018) https://www.berghof-foundation.org/fileadmin/redaktion/Publications/Other_Resources/WB_PVE/CTR_CaseStudy3Kosovo_e.pdf
[13] F. Qehaja et al., Mapping the state of play of institutional and community involvement in countering violent extremism in Kosovo, The Network for Religious and Traditional Peacemakers (2017) p. 7
[14] A. Speckhard and A. Shajkovci, Drivers of Radicalization and Violent Extremism in Kosovo: Women’s Roles in Supporting, Preventing & Fighting Violent Extremism, International Centre for the Study of Violent Extremism (2017) http://www.icsve.org/research-reports/drivers-of-radicalization-and-violent-extremism-in-kosovo-womens-roles-in-supporting-preventing-fighting-violent-extremism/
[15] R. Jakupi and G. Kraja, Accounting for the Difference, p. 11
[16] Initiatives to Prevent/Counter Violent Extremism in South East Europe, p. 36
[17] First Line’s Workshop in Kosovo, Recommendations agreed to develop a National P/CVE coordination mechanism mirrored at local level, Western Balkan Counter Terrorism Initiative (2017) http://wbcti.wb-iisg.com/blog/2017/07/08/first-line-projects-worshop-in-kosovo-recommendations-agreed-to-develop-a-national-pcve-coordination-mechanism-mirrored-at-local-level/
[18] Ibid