arrow-circle arrow-down-basicarrow-down arrow-left-small arrow-left arrow-right-small arrow-right arrow-up arrow closefacebooklinkedinsearch twittervideo-icon

أضواء المدينة: ستروميكا، مقدونيا الشمالية

تقع مدينة ستروميكا في أقصى الزاوية الجنوبية الشرقية من جمهورية مقدونيا الشمالية، وهي مدينة متعددة الأعراق، ويبلغ عدد سكانها أكثر من 50,000 نسمة، وتضم مقدونيين من أصل مقدوني وأقلية تركية كبيرة وجماعات من الصرب والغجر وغيرهم.

انضمت ستروميكا إلى المدن القوية في عام 2023، ومنذ ذلك الحين أصبحت مشاركاً نشطاً في العديد من الفعاليات، بما في ذلك ورش العمل الإقليمية والمواضيعية في المنطقة والقمة العالمية الخامسة للمدن القوية (ديسمبر 2024)، والتي حضرها عمدة ستروميكا.

ما الذي يثير قلق الحكومة المحلية؟

وتواجه ستروميتسا تحديات تهدد نسيجها الاجتماعي، بما في ذلك تهميش الأقليات والتوترات بين الطوائف العرقية وأعضاء الأحزاب السياسية المختلفة، مما يعقد الجهود الرامية إلى بناء الثقة والتعاون. ويزيد من تفاقم هذه الانقسامات الفصل العنصري، لا سيما بالنسبة لمجتمعات الأتراك والغجر، الذين يقيمون في كثير من الأحيان في أحياء تفتقر إلى البنية التحتية الأساسية. إن معالجة هذه القضايا المترابطة أمر بالغ الأهمية لتعزيز الاندماج وتعزيز التماسك الاجتماعي وضمان تمتع جميع السكان بحقوق وحريات متساوية.

كيف تستجيب الحكومة المحلية؟

التماسك الاجتماعي

تلتزم بلدية ستروميتسا بتعزيز التماسك المجتمعي لمنع تهميش الأقليات والفئات الضعيفة الأخرى. ويشكل برنامج ستروميكا – مدينة الرعاية محور هذه الجهود الذي يعطي الأولوية لاحتياجات المواطنين المعرضين للمخاطر الاجتماعية ويعزز التنمية الاجتماعية من خلال مجموعة من الخدمات. على سبيل المثال، أطلقت البلدية مشاريع من خلال برامجها للحماية الاجتماعية، والتي تهدف إلى تحسين حياة الفئات الضعيفة، مع التركيز على المساعدة الاجتماعية ومساعدة الأطفال والرعاية الصحية. ومن المبادرات الرائدة مشروع الإسكان الاجتماعي للمجتمعات المستضعفة الذي يوفر السكن لأكثر من 100 أسرة من الأتراك والغجر. ويتضمن هذا المشروع، الذي تشترك البلدية والحكومة الوطنية في تمويله، تطوير مستوطنة اجتماعية، بما في ذلك تحسين البنية التحتية وبناء مساكن جديدة، من خلال المشاورات واتخاذ القرارات التشاركية مع المجتمعات المحلية المتضررة.

كما شجعت البلدية الوئام الديني كجزء من مفهومها “مدينة الرعاية”. وتمثل جزء مهم من ذلك في استضافة ستروميكا للمؤتمر العالمي الثاني للحوار والتعاون الديني في يونيو 2024، حيث استقبلت أكثر من 60 ممثلًا من 22 دولة لمناقشة الوئام بين الأديان. وفي تلك المناسبة، أكدت نائبة عمدة المدينة إيلينا ماجيروفسكا باليكاروفا على التزام ستروميكا بالتعددية، قائلة: “هدفنا هو تعزيز بيئة يمكن فيها للناس من جميع الأديان التعايش بسلام، واحترام خيارات ومعتقدات بعضهم البعض”.

تفعيل آلية متعددة القطاعات من أجل الوقاية الشاملة للمجتمع بأسره

أنشئ مجلس الوقاية المحلي في عام 2008، وهو بمثابة حجر الزاوية في جهود الوقاية في ستروميكا. وهو يعمل كهيئة متعددة أصحاب المصلحة تعالج الشواغل المحلية المتعلقة بالسلامة العامة والأمن العام. وتكفل الاجتماعات المنتظمة التنسيق الفعال بين السلطات البلدية وأجهزة إنفاذ القانون والمجتمع المدني، مما يسهم في إزالة الطابع الأمني عن جهود الوقاية. ويوفر مجلس الوقاية المحلي منبراً حيوياً لمعالجة الشواغل الأمنية التي يُنظر إليها تقليدياً ضمن نطاق إنفاذ القانون من خلال دمج وجهات نظر الحكومة المحلية وأصحاب المصلحة في المجتمع المدني. وقد لعب المجلس دوراً رئيسياً في تبسيط التواصل والتنسيق بين هذه المجموعات، وتجنب تداخل الجهود وضمان وضوح المسؤوليات القضائية. ويضمن النهج الشامل الذي يتبعه المجلس المحلي للوقاية سماع الأصوات المتنوعة، بما في ذلك أصوات المجتمعات المهمشة، ومراعاتها في استراتيجيات السلامة البلدية. كما أنه يسهل باستمرار المشاركة مع المجتمع المدني والمنظمات المجتمعية، مما يعزز الشعور بالمسؤولية الجماعية وملكية جهود السلامة المحلية. لقد كانت قدرة المجلس على التكيف مع التحديات الناشئة أمراً حاسماً في استمراريته وتأثيره، حيث كان بمثابة نموذج للبلديات الأخرى في المنطقة.

يعزو المسؤولون البلديون نجاح المجلس المحلي للوقاية إلى التعاون القوي بين السلطات المحلية والوطنية، حيث يتماشى العمل المحلي مع الأطر الوطنية. مع تأكيد الإدارة البلدية الجديدة على أهمية هذه المنصة القائمة عندما تولت مهامها في عام 2021، ظل المجلس المحلي للوقاية أحد المجالس القليلة في مقدونيا الشمالية التي استمرت عبر إدارات محلية متعددة.

دعم الفئات المستضعفة

وقد كانت مدينة ستروميكا رائدة في مجال المبادرات الخاصة بالفئات الضعيفة من السكان، حيث تلبي احتياجاتهم المتنوعة من خلال برامج وخدمات مبتكرة. وقد أرسى ملجأ المدينة الممول ذاتيًا لضحايا العنف الأسري – وهو الأول من نوعه في البلاد – سابقة وطنية، حيث يقدم الدعم الحاسم للناجين. بالإضافة إلى ذلك، يقدم مركز الأشخاص المصابين بمتلازمة داون ومركز الرعاية النهارية للأطفال ذوي الإعاقة رعاية مصممة خصيصاً وخطط دعم فردية، مما يضمن الشمولية.

ولمزيد من المساعدة للسكان المعرضين للخطر، توفر ستروميكا روضة أطفال مجانية للآباء الوحيدين، ومنحاً دراسية للطلاب، وتعليماً خاصاً للأطفال المصابين بالتوحد. كما يتم توفير مساعدين شخصيين وتعليميين، بالإضافة إلى وسائل النقل المجانية للطلاب ذوي الإعاقة، مما يضمن حصول الجميع على التعليم.

ويؤدي المركز الاجتماعي متعدد الأغراض دورًا رئيسيًا في دعم المواطنين الضعفاء اجتماعيًا من خلال مبادرات مستهدفة مثل المساعدات المالية لطلاب الصف الأول الابتدائي والمواليد الجدد. وهناك برنامج آخر ذو صلة، وهو برنامج ” أوقفوا العنف بين الأقران“، الذي يحدد العلامات المحتملة للعنف في وقت مبكر ويتدخل لمنع عنف الأقران. ويستخدم هذا المشروع علماء النفس لإشراك الأطفال في مناقشات حول الأنماط السلوكية والقوالب النمطية واستبدال العدوانية بالصداقة وتعزيز العادات الإيجابية. كما أنه يسلط الضوء على التأثير السلبي للاستخدام المفرط للأجهزة الرقمية، ويعزز العمل الجماعي واللعب التعاوني كبدائل صحية.

تمكين المرأة

تعمل ستروميكا على تمكين المرأة من خلال نهج متعدد الأوجه يشمل التعليم والمبادرات الاقتصادية وبرامج مكافحة العنف. وتماشيًا مع استراتيجيتها المحلية لدعم ريادة الأعمال النسائية، يعمل المجلس المحلي لريادة الأعمال النسائية، الذي أنشئ في عام 2023، على تعزيز فرص الأعمال التجارية للمرأة من خلال تعزيز مناخ داعم للأعمال التجارية وتشجيع ريادة الأعمال النسائية. كما يوفر المجلس برامج تدريبية تهدف إلى بناء المهارات اللازمة للتوظيف والعمل الحر، مما يضمن استقلالاً اقتصادياً أكبر للمرأة.

بالإضافة إلى ذلك، كانت البلدية رائدة في التصدي للعنف المنزلي من خلال تمويل ملاجئ للضحايا وإنشاء برامج توفر الدعم المستمر والموارد للناجيات. يتم تنظيم ورش عمل وحملات توعية في المدارس لتثقيف الشابات والفتيات حول الصحة النفسية وتقدير الذات والتعرف على أشكال العنف المختلفة.

تُشرك ستروميكا النساء بنشاط في الحكم البلدي، وتضمن مشاركتهن في عمليات تخطيط الميزانية وصنع القرار. وتنظم البلدية، بالتعاون مع منظمة نساء ستروميكا، اجتماعات لتحديد التحديات وتحديد الأولويات ووضع حلول قابلة للتنفيذ. وبالإضافة إلى ذلك، يستفيد الآباء والأمهات العازبون، وكثير منهم من النساء، من المساعدات المالية مثل الإعفاء من رسوم رياض الأطفال وبرامج الدعم الاجتماعي المستهدفة.

في عام 2024، خصصت البلدية مبلغ 182,000 دولار أمريكي لدعم الأنشطة التي تعزز المساواة بين الجنسين كجزء من البرنامج السنوي لتكافؤ الفرص بين الرجل والمرأة لعام 2024. يؤكد هذا التمويل تفاني بلدية ستروميكا في تعزيز المساواة بين الجنسين ودعم تمكين المرأة في مختلف القطاعات.

ويمتد التزام البلدية بالمساواة بين الجنسين ليشمل نظامها التعليمي، حيث توفر منحاً دراسية وفرصاً تعليمية خاصة بالشابات. كما أن برامج التدريب والإرشاد مصممة خصيصاً لمساعدة النساء على تعزيز نموهن المهني والشخصي، مما يجعل ستروميكا رائدة في مجال تمكين المرأة في المنطقة.

ماذا بعد؟

على الرغم من التحديات المالية وتحديات التوظيف، لا تزال بلدية ستروميتسا ملتزمة بتعزيز نموذجها الوقائي، وعلى نطاق أوسع، جهود التماسك الاجتماعي. وتشمل الأولويات تعزيز الهيكل التنظيمي للمجلس المحلي للوقاية، وتوسيع برامج التوجيه لموظفي البلدية وإضفاء الطابع الرسمي على آليات تبادل المعرفة. بالإضافة إلى ذلك، تبحث البلدية عن فرص إضافية لتمكين المرأة وتدرس فرص مشاركة المزيد من النساء بفعالية في تخطيط ميزانية البلدية وتنفيذ الأنشطة، بما يضمن أن تشكل أصواتهن أولويات البلدية. وتهدف إلى نشر برامج تدريبية لتعزيز وصول المرأة إلى سوق العمل والاستقلال الاقتصادي. بالإضافة إلى ذلك، سيظل دعم الوالدين الوحيدين والطلاب ذوي الإعاقة من الأولويات، مما يؤكد التزام ستروميكا بالشمولية ورفاهية المجتمع لجميع سكانها المتنوعين.

لتعلم المزيد

استكشاف أو البحث عن أضواء المدينة

ابحث عن الأضواء حسب أسماء المدن أو الموضوعات

هل مدينتك مدينة قوية؟

عضوية المدن القوية مفتوحة للسلطات المحلية على مستوى المدينة أو البلدية أو أي مستوى دون وطني آخر. عضوية مجانية.

تمت ترجمة محتوى هذا الموقع تلقائيًا باستخدام WPML . للإبلاغ عن الأخطاء ، أرسل لنا بريدًا إلكترونيًا .