أطلقت شبكة المدن القوية في الأمم المتحدة في شهر أيلول/سبتمبر 2015، وهي الشبكة العالمية الأولى التي تضم رؤساء بلديات وصنّاع السياسات على المستوى البلدي واختصاصيين يعملون يدًا بيد لبناء مجتمعات أكثر تماسكًا قادرة على مواجهة التطرّف العنيف بكل أشكاله.

تعمل شبكة المدن القوية، التي يديرها معهد الحوار الإستراتيجي، على بناء علاقات تعاون بين رؤساء البلديات والجهات السياسية وفرق العمل الميداني لمعاجلة الاستقطاب والكراهية والعنف في المجتمعات المحلية في كافة مناطق العالم الأساسية. وتضم الشبكة اليوم أكثر من مئة مدينة. وتشجع الشبكة أعضاءها وتحفزهم على اعتماد المقاربات واتخاذ التدابير التي تتناسب مع بيئتها المحلية لمواجهة التطرّف العنيف من خلال تعليم الأقران وتدريب الخبراء. يستند عمل الشبكة إلى مجموعة من المبادئ الأساسية التي اتفق عليها جميع الأعضاء لحماية حقوق الإنسان والحريات المدنية وتعزيزها في كافة نواحي عملها للوقاية من التطرّف العنيف.

يشكّل خطر التطرّف العنيف، إن كانت دوافعه عرقية أم إيديولوجية أم سياسية أم دينية، مصدر خوف للعائلات والمجتمعات والحكومات على حدٍ سواء.

تشكّل المدن حول العالم الأساس الذي تبنى عليه القدرة على مواجهة التطرف العنيف. وتعتبر شبكة المدن القوية أن موقع المدن الخاص يتيح لها حماية مواطنيها من الاستقطاب والتحوّل الراديكالي من خلال شراكات مع المجتمعات المحليّة. وعلى رؤساء البلديات وصنّاع السياسات على المستوى البلدي العنف العمل بشكلٍ وثيق مع المجتمعات المحليّة بهدف تحديد الوسائل التي يستخدمها المتطرفون العنيفون لتجنيد الأفراد المستهدفين وتعبئتهم وتغيير طريقة تفكيرهم، تمهيدًا لمعالجتها.

يتزايد عدد المدن والسلطات الفرعية الوطنية الأخرى حول العالم التي طوّرت أو التي يهمها تطوير برامج وقاية وتدخّل تساهم في بناء التماسك الاجتماعي والقدرة على التصدي لكافة أشكال التطرّف العنيف.

ولتحقيق هذه الأهداف، تحتاج المدن لشبكة تسهّل عملية التبادل التلقائي للممارسات الجيدة والخبرات والعبر المستخلصة. تلبي شبكة المدن القوية هذه الحاجة من خلال ربط المدن وتمكينها من خلال شبكتها العالمية وبناء القدرات على المستوى الإقليمي وورش العمل للاختصاصيين والمعلومات المتوفرة على الإنترنت ومركز التدريب.